نسخ، وسرقة، وتسليك!

يناير 2014

أكتب تحت تأثير صدمة ذات أبعاد متشعبة، لذلك سامحني عزيزي القارئ لو لم تفهم من هذا الشتات إلا الغضب.

اليوم فاجأتني اثنتان من ألطف وأرق طالباتي وأكثرهن مواظبة وأجملهن أخلاقا بتقديم مقالتين كتكليف فصلي ، مكتوبتان برصانة أدهشتني وأثارت إعجابي، وقدر الله أني ادخلتُ عبارتين من هاتين المقالتين في محرك غوغل، لأكتشف أن إحدى المقالتين منسوخة بنفس صورها وأخطائها الإملائية من مدوّنة سورية، والأخرى مصفصفة من أربعة بحوث مختلفة، ملصقة معا دون الإحالة لاسم المؤلفين..

الصدمة لم تكن بسبب شعوري بالإهانة أول ذي بدء، فالطالبة التي تقدم بحثا منسوخا تفترض أن مدرسة المقرر غبية بشكلٍ كافٍ لأن لاتكشف إغارتها على بحث ليس لها. لاحظ أني أقول أول ذا بدء.

الصدمة كانت بسبب أنني حين ناقشت طالبتي الكريمتين، جاءني رد إحديهما (طيب ماأعرف أكتب مقال أنا وش أسوي؟)

أما الأخرى فقد قالت لي نصا (تعودت أنا البحوث بالجامعة كلها من النت)!

أترك لك قارئي الكريم مهمة تخيّل أبعاد ماتحمله هاتان العبارتان من مصائب تتعلق بالتدريس الجامعي عموما، ومخرجات التعليم الجامعي على وجه الخصوص.

 

_السرقة عندما تكون أمرا معتادا وطبيعيا!

في دراستي اللغة العربية في جامعة الإمام قبل 14 عاما ، درست في المستوى الثاني مادة البحث العلمي وتصميم البحوث على يد د.عبدالله المسعود، وكأي مبتدئة في البحث العلمي، فقد فزعتُ وجزعتُ، وفزعت زميلاتي وجزعن وبكين واحترن في أمر اختيار الموضوع، وما إذا كان الدكتور متساهلا أم شديدا وغيرها..

لكن واحدة منا لم تجرؤ على اقتباس صفحات كاملة من كتاب دون إحالة، أو تجرؤ على أن تطلب من باحثة أو باحث أن يكتب لها بحثها.. ويعلم الله أننا أخطأنا، وخبصنا، وجبنا العيد، وخلطنا بين الاقتباس النصي والاقتباس بتصرف، ولم نعرف كيف نحيل للمؤلف في الهامش، وكيف نصف فهرس المراجع في النهاية، ووقعنا في كل خطأ يمكن لباحث أن يقع فيه..

لكننا لم نغش..

ولم نتصور ليوم واحد أن نسخ بحث يمكن أن يكون تصرفا مقبولا في الجامعة..

الفاجعة في عبارة طالبتي الكريمتين، هي في أنهما لم يستوعبا خطورة وفداحة مافعلتاه، بل إنهما يعتقدان أن نسخ البحوث هو المقصود عندما تطلب منهما أستاذة ما تكليفا أو بحثا!

إنهما يعتقدان أن السرقة فعل أكاديمي محمود، ومطلوب!

إنهما تعتقدان أن معنى كلمة (اكتبي مقالة علمية) أو (اكتبي بحثا علميا عن ) أن تدخل إحداهما كلمة مفتاحية في غوغل، ثم تسحب كل البحوث المتعلقة بها، وتطبعها وتقدمها للأستاذة ممهورة باسمها..

إذا فهذه هي القصة!

هذا ماكانت تقصده طالبة أخرى من كلية أخرى جاءت لمكتبي (ممكن أطبع بحثي ياأستاذة)..؟

وفوجئت بها تقوقل على كلمات مفتاحية ثم تطبعها وتضعها في ملف عليه اسمها واسم أستاذتها..

 وكفى الله الطالبة شر البحث!

_مهارات البحث العلمي، ولا بس حكي؟

لاأعلم حقيقة إن كانت مادة أصول الكتابة العلمية والبحث العلمية مقررة على طالبات الجامعة، لكني أشك أن الطالبة التي عبرت بها مادة تحكي عن أبجديات البحث العلمي ستقع في فخ الخلط بين النسخ وبين الاقتباس.

كما إن وصول طالبة إلى المستوى الخامس والسادس دون أن تتوفر على أبجديات الكتابة، مثل استهلال مقالة، أو صياغة مقطع مكتوب، أو على الأقل اختيار عنوان، خطب جلل، ودلالة عظيمة على هدر كبير في الوقت والجهد، طالبة لاتعرف كيف تكتب، ولاكيف تعبّر ، ولاتعرف أبجديات البحث العلمي.

متفاجئون؟ متفاجئات؟ لأنكم لم تعرفوا أن هناك الكثير من الطالبات ممن يعانين من نفس المصيبة؟

أم محرجون ومحرجات؟ لأنكم تعرفون مدى استفحال هذه المصيبة دون أن تتحركوا لإيقافها؟

الطالبة في المستوى الخامس يفترض أن تعرف كيف تصوغ سؤال البحث..

الطالبة في المستوى الخامس يفترض أن تعرف كيف تحدد مشكلة البحث..

الطالبة في المستوى الخامس يفترض أن تعرف كيف تصوغ هيكلا لبحثها..

الطالبة في المستوى الخامس يفترض أن تعرف كيف تستهل بحثها/ مقالتها/ تكليفها، دون معاناة.

الطالبة في المستوى الخامس يفترض أن تعرف كيف تقتبس وكيف تحيل، وكيف تصف المراجع.

وإذا كانت كل هذه المهارات غير مهمة، فعلام تنفق الأموال على كراسي البحوث العلمية؟ وفيم تهدر الساعات على كراسي الجامعة لحشو عقول الطالبات بمعلومات مملة ومبوّبة تحفظ كي تنسى؟

إذا كان تطوير مهارات الطالبة التحريرية، وهي واحدة من أهم المهارات التي يجب أن لايتخرج الطالب الجامعي _حول العالم_ إلا وقد أتقنها، أمرا يمكن التساهل فيه، فماهي المهارات التي ستخرج بها طالبة جامعة الملك سعود؟ وأي مهارة ستمارسها في سوق العمل؟

_وشو جودته؟

إدارات الجودة في أقسامنا وهي تهتم _مشكورة محمودة_ برصف وجمع ملفات المدرسات والمقررات وتضخيمها وتغذيتها على مدار العام، أي جودة تعني؟

هل هي تشير لجودة التدريس الجامعي مثلا؟ وعبر أي معايير؟

وهل المعايير التي تتضخم على أساسها ملفات الجودة تمس مخرجات التعليم الواضحة في الطالبات؟

كيف يمكن لإدارات الجودة أن تتجاهل وجود نخر عظيم في مفاهيم الطالبات للبحث العلمي، بالإضافة إلى وجود خلل واضح لايخفى في تطور مهاراتهن البحثية والتحريرية؟

وإذا لم تكن هذه المشاكل المصائب محل اهتمام إدارات الجودة، فعلى من ستقع المسؤولية؟

ومن هي الإدارة الشمّاعة التي يمكنني _كواحدة من المنسوبات_ تعليق هذه القصة المحزنة الطويلة عليها؟

 

_الأستاذة التي تسلّك..

طالبتي التي صارحتني بأنها قد تعودت على أن معنى كلمة (بحث) تعني سحب نسخة من بحث عن نفس الموضوع من النت ، كانت مصدومة لصدمتي، بل بعبارة أدق، كانت متفاجئة ومفجوعة من انتقادي لتصرفها..

فهي لم تمارس معي شيئا جديدا، بل مارست نفس الشيء مع أستاذات وأستاذات قبلي.

الفارق أنها المرة الأولى التي جلب لها حظها مدرّسة (بثرة) مثلي ، تدقق وتتفلسف، وتريدها أن تتفلسف وتتعب و(تضيع وقتها) لتكتب بحثا من صياغتها الشخصية، وتسوي من الحبة قبة، وغيرها من سوالف المدرّسات البثرات..

المدرّسة_ الأستاذة القديرة الحبيّبة الحبّابة، هي تلك التي تسلّك وتمشي وتنجّح..

 هي تلك التي تقرأ بعين وتغمض أخرى، وكل مايهمها نهاية الفصل هو أن تستلم رزمة الأبحاث من طالباتها المجدّات، لتطبع على كل واحد منها الدرجة الكاملة وتفوز بدعوات الطالبات وأمهاتهن..

ولتذهب مهارات البحث العلمي، وأساسيات الكتابة العلمية، وتطوير الطالبة، والأمانة العلمية، إلى قريح..

نعم..

فالطالبة لن يهمها في نهاية المستوى الثامن إلا شهادة تقذف بها إلى برنامج حافز، أو مدرسة أهلية لن تطلب منها الكثير، أو وظيفة بسيطة تدر عليها مبلغا، لن تحتاج معها إلى مهارات الكتابة والبحث والتفكير وترتيب الأفكار، والتي يفترض أنها دخلت الجامعة لتتعلمها وتكتسبها وتطوّرها..

 

_كيف نحارب هذه الكارثة؟

لحظة، هل هي كارثة أصلا؟

لو كان هناك من اعتبر النسخ والإغارة على البحوث كارثة، هل كانت الكارثة لتتفاقم كي نراها بهذا الحجم؟

يعترف بوجودها الأساتذة والأستاذات ويقرّون بعجزهم في مواجهتها بأكثر من خصم الدرجات وتحذير الطالبة ؟

جامعتنا الغالية تسابق من أجل الترقي في التصنيفات العالمية، وتزاحم لتقحم نفسها في تصنيف شانقهاي، كل هذا أمر ملحوظ ومشكور..

لكن وجود مخرجات علمية بائسة لاتتحرج من نسخ البحوث، وتجهل أبجديات أخلاقيات البحث العلمي!

 ألا يثير وجود هذه المخرجات مخاوف المسؤولين في الجامعة من انخفاض مستوى مخرجات جامعتنا؟ولو كانت محدودة وقليلة؟

كيف لاتوجد لائحة لتأديب الطالب الغاش أو الناسخ، يوضح فيها مفهوم النسخ والإغارة بشكل لايترك للطالب أو الطالبة مجالا لتأول أو تبرير أفعالهم، التي قد تكون بريئة في أغلب الأحوال؟

كيف لايتوفر في جامعتنا (على الأقل مركز الدراسات الجامعية للطالبات) مركز كتابة ومساندة بحوث على مستوى ضخم؟

 يقدم المساعدة للطلاب والطالبات، ويضع أقدامهم الغضة على أرضية صلبة من التأسيس الأكاديمي.

ويقوم بهذا العمل متخصصون ومتخصصات في التحرير العربي (والإنجليزي) ، ومتخصصون في البحث العلمي، على أهبة الاستعداد طوال العام؟

لم لايكون من ضمن مهام هذا المركز عقد دورات توعوية على مدار العام للطلاب والطالبات حول النسخ والغش، بالإضافة إلى دورات مبدئية مبسطة في أبجديات البحث العلمي والكتابة..

لم لانرفع معايير التقييم الجامعي لترتفع الجامعة وترتفع معها طالباتها وطلابها وإن شقوا وتعبوا وعرقوا وبكوا ودعوا علينا وشتمونا سرا وجهرا؟

لماذا نتنازل ونخفّض معايير التقييم الجامعي للطلبة والطالبات، على سبيل الرحمة وتمشية أكبر عدد من الخريجات؟ وكأن الجامعة جمعية خيرية وظيفتها تقديم (صكوك استحقاق وظائف) لطوابير من الشبيبة المتلهفة لحتّة وظيفة مكتبية في مكان ما؟

والنتيجة كما أرى في أوراق الإجابات، طالبات لايفرقن بين إلا وإلى، وبين تاء الفاعل والتأنيث وهاء الأنثى، دع عنك مواقع الهمزات والوصل والقطع منها، وغيرها من الكوارث الإملائية التي لم تعد تثير انتباهنا، فضلا عن أن تثير غضبنا..

لو كان هناك مركز للكتابة كما هو موجود في كل الجامعات حول العالم، ولو كانت جريمة النسخ والسرقة منصوصا عليها في لائحة تأديب واضحة كما نص على مخالفات اللباس والسلوك، لما جاءنا من يقول (والله ماعرف) أو من يطلب من أخته الدافورة أن تكتب له بحثه دون أدنى خوف من أن يكتشف جرمه..

4 رأي حول “نسخ، وإغارة، وتسليك!!

  1. عزيزتي، الأدهى والأمر والأنكى الأفجع، أن تأتيك استاذه قديره تصرخ بوجهك : تدفعين مع صديقاتك عشان تشترون البحث ولا شلون؟
    للأسف، من جحره لدحديره :”( …

    شخصياً كُنت أمارس الغش الأكاديمي من نسخ مقالات وإعادة صياغتها لأكتب بحثاً أو ماشابه، لم أعرف ابد انه جريمة علميه يعاقب عليها القانون. ولم أكن افقه أنها فاجعه بحق مستقبل الأدب الأكاديمي حتى بدأت بقراءة مقالات موقع :http://www.insidehighered.com.
    وللأسف، لم أعرف عن قيمة الكتابه والعمل الجاد إلا بعد أن انهيت معظم دراستي الجامعيه.
    الأمر مُحزن، وأشعر بالحنق على نفسي لأني فعلت ذلك أيضاً في دراستي، لكن أنلوم الطالبة التي لم تكن تعرف أي شيء عن أهمية الكتابة والبحث والتأليف وأسسها؟
    أم نلوم المؤسسة التعليميه التي ترى بأن أهم شيء هو النتيجة والأرقام التي تتبجح بها في الصحف حتى لو كانت بطرق ملتويه وغير صحيحة؟

    1. نعم يابنيتي الأمر قديم قدم وجودنا في الجامعات… وليس سرا أن هناك أستاذات وأساتذة _قليلون ولله الحمد_ ضبطوا وهم يمارسون بيع الأسئلة جهارا نهارا…

      والغش الأكاديمي لم يكن شيئا جديدا في عالمنا…

      الجديد أن يكون الغش (بغباء) وعلى المكشوف وأمام أعين الدكتورات …

      نعم يجب أن تلومي المؤسسة التعليمية لا أن تلومي نفسك.. فهي التي سمحت لهذه الأشكال أن تدرّس وأن تتخذ وضعية ومميزات عضو هيئة تدريس…
      وهي التي غضت الطرف عن المخرجات وركّزت على خرابيط الجودة والكراسي البحثية والخربطوشية وكل الكلام البرستيجي الفارغ…

      النسخ والسرقة كارثة أخلاقية قبل أن تكون كارثة في المفهوم…والحاصل الآن أنها كارثة مفهوم لأن البنات يعتقدون أن البحث هو النسخ..

      لكن لاتحزني..

      أنا كخريجة الإمام تربيت على قواعد بحثية بعضها غير سليم، ولم أتخلص منها لحد الآن، ولكن لأن التأسيس كان سليما نوعا ماأمكنني أن أستدرك الخطأ وأن أتفهم تغيير منهجيتي وفهمي للبحث العلمي…

      مازال أمامنا _وأمامك _ يابنيتي الكثير لنعيشه ولنتعلمه إن شاء الله، ومافات ثانوياتنا الضخمة المسماة جامعات _حسب تعبيرد.الخازم_ أن تعلمنا إياه يمكننا نحن أن نتعلمه وأن نستمتع باستدراك مافاتنا…

      كوني هنا دائما ياغالية …

  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    بدأت تجربتي مع كتابة البحوث في المرحلة الثانوية،طُلب منا إعداد بحث للمشاركة في مسابقه على مستوى المنطقة(جدة)كلفتني المعلمة ومجموعة من الزميلات بإعداده بعد أن زودتنا بأسماء المراجع .
    التهب حماسي وسارعت الى المكتبة فاشتريت الكتب التي حددتها بالإضافة إلى كتب أخرى لفتت نظري بعناوينها .
    أتذكر بأني قضيت ليلي أقرأ وأرسم خطاً بالقلم الرصاص تحت الجمل التي وجدتها مهمة،وأكتب أفكاري على هامش الصفحة.
    اعدادالبحث كان فرصة لي للتميز الذي كنت أحرص عليه حينذاك،فأردت استئثار كتابته لنفسي .قرأت الكتب ،لخصت ،أعدت صياغة الجمل التي حددتها .
    حملت أوراقي فرحة وفخورة لمعلمتي ،قدمتها لها وأنا أقول تفضلي هذه مسودة البحث ،أخذتها مني مع المراجع.
    عُدت لفصلي فرحة،توالت الحصص،حان وقت حصة المادة التي تُدرسها لنا هذه المعلمة،دخلت الفصل تحمل بيدها الكتب،انتظرت أن تُشيد بمجهودي مع قليل من الخوف أن تلومني لعدم مشاركة زميلاتي بالبحث(كنا ٤طالبات)،وزعت الكتب على زميلاتي وناولتني أحدها قائلة لقو رسمت خطاً بالقلم الأزرق تحت الجمل المهمة،فلتجد كل منكن وسيلة لطباعة البحث أو لتقم احداكن بمهمة الطباعة وتقاسمن تكاليفها.
    سألتها عن أوراقي،أجابتني بقولها (ماقريتها تعالي غرفة المعلمات خذيها بعدين اذا تبغي)
    ابتلعت الغصة التي شعرت بها ،لم أنطق بحرف،ولم أذهب بعد ذلك لأخذ الأوراق(ندمت على ذلك فيما بعد)
    اكتفيت بدفع المبلغ الذي حُدد للطباعة،سألت زميلاتي عن رأي المعلمة فيما كتبن متوقعة أنها تجالت مجهودي عقاباً لي على عدم مشاركة الفريق وكان الرد لم نكتب اشترينا الكتب التي طلبتها وسلمناها لها.
    لم أحرص على رؤية البحث في شكله النهائي ولا على معرفة المدرسة التي فازت بالجائزة،ولم أشارك في كتابة بحث مدرسي بعدها .
    اكتفيت في تلك الفترة بقراءة الروايات والكتب وتلخيصها لأقرأ ملخصاتي لوالدتي (رحمها الله)كما عودتني منذ طفولتي بأن أقرأ وأروي لها ماقرأت،بدأت معرفتي بالكتب من خلال سلسلة المكتبة الخضراء لقصص الأطفال التي كانت بمثابة مكافأة اسبوعية ،استمريت بالقراءة وكتابة الملخص لأقرأه لوالدتي كما كانت تطلب الى أن كبرت ومن ثم توفاها الله
    بالمناسبة والدتي أمية لاتقرأ ولاتكتب.
    ريم المهيد

أضف تعليق